بيان اتحاد طلبة جامعة طرابلس ونقابة أعضاء هيئة التدريس بالجامعة بشأن واقع الوطن وحاضره
تمثّل جامعة طرابلس الوطن، بتنوّعه، بقلقه، بانتظاراته، بهواجسه وطموحاته. جامعة طرابلس احتضنت وتحتضن أبناء ليبيا، مهما اختلفت الجغرافيا، وتعدّدت المشارب، وتنوّعت الانتماءات؛ ففازت برمزية الجامع لا المفرّق، الموحّد لا المبعّد، استوعبت الجميع، ولم تلفظ أحداً، أو تقصي طرفاً، ما دام يستجيب لنُظُمها، ويحتكم لنواميسها، وأي نظم ونواميس، إنّها فقط المتصلة بالمعرفة، وبالقيم الإيجابية الراقية.
واليوم، وفي زمن الوطن الحاضر؛ حيث اجتاح الوجع كلّ ركن فيه، وطال الألم كل زاوية في جغرافيته القصيّة والقريبة؛ فاستفحل الضنك، وعظم المصاب الذي لم يوفّر خدمة، ولا حقّاً، ولا حاجة من حاجات الإنسان في: أمنه، وقوته، وطمأنينته، وثقته في الغد.
اليوم، تعلنها جامعة طرابلس بكل مكوّناتها، وبجميع أطيافها التي صاغت حضورها عبر الزمان والمكان، اليوم، تطلق الجامعة صرخة الحق والحقيقة بأنها لم تعد تطيق الصمت أمام ما يحدث، ويُفعل بالوطن، ويدبّر له، وما هي إن ضاع الوطن؟ وما مبرّر حضورها إنْ تهاوى هذا المفهوم المقدّس السامي؟
الجامعة تئنّ من وطأة الواقع الحاضر على كل المستويات؛ فتراجعت خدماتها، وانحسر بريقها المعرفي، وتقلّصت قدرتها على الوفاء بواجباتها تجاه كل من ينتمي إليها؛ لأنها بالضرورة تتأثر بما يقع، وتتضرّر مما يحصل في الوطن؛ بل إنها أولهم في ذلك، وأسبقهم إليه.
الجامعة بكل ما فيها من نبل المعرفة، وسموّ العقل، وبهاء الروح، والحرص الوطني، تصرخ في وجه العابثين والحدّاق والمقامرين، وتقول لهم:
كفى؛ لأنه لم يعد ممكناً أن يتطاول زمن العبث، ويتأبّد سلوك اللامسؤولية.
ـ كفى إراقة للدماء.
ـ كفى هدراً للمقدّرات.
ـ كفى عبثاً بالأرواح والحرمات.
ـ كفى استخفافاً بالإنسان في جسده وروحه.
ـ كفى تناطحاً إيديولوجياً على حساب الوطن حاضراً ومستقبلاً.
ـ كفى استهانة بألم الإنسان ووجعه، وتلاعباً بحاجاته وضروراته.
كفى ـ نعم كفى.
كفى، صرخة حادة عنيفة وقد تكون الأخيرة؛ ليعقبها طوفان مدمّرٌ لا نستطيع التنبؤ بمآلاته.
كفى اللفظة الأخيرة في معجم الصبر، والمفردة النهائية في قاموس الانتظار وصناعة حسابات التعقل.
لا تدفعوا الجامعة إلى أن تتداعى جدرانها، وتتهاوى أعمدتها، فينهار آخر ما تبقى من معاقل الوطن وتسقط آخر حصونه.
كفى لفظة ناهية تعقبها دعوات إلى التوافق والتصالح والتقارب، ونبذ الرهانات الضيّقة الوضيعة بحسابات الحق والتاريخ والوطن.
وقبل أن نختم نضع أمام المؤسسات التنفيذية المعنية جملة من المطالبات:
- وضع الخطط الناجعة والفعالة الكفيلة بتحقيق أمن المواطن على جميع المستويات.
- ضرورة الإسراع بمعالجة إشكالية السيولة النقدية ووضع الحلول المناسبة لها.
- تسييل الميزانيات اللازمة للجامعة بما يعينها على أداء رسالتها وتحقيق أهدافها.
- العمل على تخفيف معاناة المواطن الاقتصادية من ارتفاع الأسعار، وتأخر المرتبات، والصعود المتسارع غير المسبوق في سعر صرف العملات الأجنبية.
- إبعاد الجامعات عن كل صور وأشكال الصراع والتجاذبات التي لا تخدم رسالتها المعرفية الرئيسة.
- إنهاء حالة الصراع بين الفرقاء والوصول لتسوية وطنية جامعة.
- تفعيل ملف المصالحة الوطنية وجعله أولوية ملحة.
- صدّ كل محاولات التدخل في الشأن الليبي الداخلي.
- تمكين الطلاب من استلام منحهم الدراسية في مواعيدها.
- توفير التغطية المالية للتأمين الصحي للعاملين بالجامعة.
حفظ الله ليبيا وصان أهلها ومؤسساتها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صدر في جامعة طرابلس- الخميس 1 ديسمبر 2016
التعليقات