كلمة رئيس قسم التاريخ
إنه لم دواعي مهنتي كأستاذ بقسم التاريخ، ومن خلال تكليفي برئاسة قسمه، أن أعبر عن فخري في انتمائي له...
أما الحديث عن قسم التاريخ، فهو قسم عريق عراقة كلية الآداب، وجامعة طرابلس، ولا يمكن لي أن أقول غير ذلك، أما فيما يتعلق بمقرراته ومناهجه العلمية، فهي مصقولة ومنبثقة من مناقشات في اجتماعات علمية، لمجلسه العلمي، ومجلس قسمه، الذي يضم خيرة الأساتذة لهم من الخبرة العلمية والعمل العلمي لا يمكن الحديث عنها في هذا المختصر، وفي جميع التخصصات؛ الآثار، والقديم، والوسيط، والحديث، والمعاصر، وتخرجت على أيديهم من خلال هذا القسم أجيال عديدة، والآن يمارسون تخصصهم في العديد من المؤسسات العلمية والتعليمية، والوظائف في المراكز والأراشيف التاريخية والأثرية، وفي السلك السياسي الدبلوماسي، أما في مجال الدراسات العليا، فقد ارتقى القسم مرتقى كبيرا، وأهَّلَ أساتذة وباحثين في جميع المجالات والتخصصات، فمنذ أن فتحت الدراسات العليا به وحتى الآن، بلغ عدد الرسائل العلمية ما يفوق (200) رسالة في مرحلة الماجستير، وعدد لا بأس به من أطروحات علمية في الدرجة الدقيقة (الدكتوراه)، ويعود الفضل بالدرجة الأولى لأساتذته ذوي الخبرة الكبيرة في تخصصاتهم، الذين أسهموا في تكوينهم عبر مراحل مقننة؛ من السنة التمهيدية، إلى بداية الإشراف، واختيار الموضوع، وإعداد الخطة، ومناقشتها، ومن ثم الشروع في تطبيقها، ثم تقييمها علميًا ولغويًا، ومناقشتها من قِبَل لجنة علمية متخصصة، وإجازتها، فهى تمر بخطوات ثابتة اعتاد القسم على تطبيقها، مما يعمق قيمتها العلمية، والتاريخ يشهد فيما تم عبر (مركز الدراسات التاريخية)، الذي تولى نشر العديد منها، ولاقت قبولاً وانتشارًا كبيرًا في الأوساط العلمية، ولهذا أتوجه بالشكر والتقدير لكل من أسهم في ذلك، كما أهيب بكل طلابنا وباحثينا الذين تحصلوا على إجازة الدرجة (العالية) و(الدقيقة)، أن يبادروا ولوا على حسابهم الخاص بنشر أعمالهم، ولا يترددوا في ذلك، لتعبّر عن قيمة أعمالهم، وإسهامات أساتذتهم وقسمهم في النهضة العلمية، ولتنال مكانة مرموقة في المكتبات الجامعية والعامة. ولا يفوتني في الختام، أن نناشد مسؤولينا في كلية الآداب، والجامعة أن يهتموا بقسم التاريخ، وأن يعطوه من الأهمية والمكانة، لما يقدمه من خدمة جليلة للمجتمع والوطن.
الرؤية
تحقيق التميّز في مجال التعليم والبحث العلمي في الدراسات التاريخية على المستوى الوطني والإقليمي، والعمل على تعزيز مكانة القسم بوصفه مرجعية للمعرفة التاريخية القائمة على التفكير العلمي والتحليل والنقد للمساهمة في ترسيخ المعرفة وتنمية المجتمع.
الرسالة
يسعى قسم التاريخ إلى ترسيخ القيم الأخلاقية والإنسانية في فهم أبعاد قراءة وكتابة التاريخ، الوطني والعربي والأجنبي، بأنماطه المختلفة، لبناء جيل واعٍ لماضيه ومستشعرًا لحاضره، ومخططًا لمستقبل أفضل، تتعمق لديه الهوية التاريخية الوطنية والقومية والدينية، ويساهم في نسج الحضارة الإنسانية، وبناء علاقات تعاون وتعايش بين الأمم والشعوب والدول والقارات.